الخشوع في الصلاة :....
كثير منا يعاني من عدم الخشوع في الصلاة وعدم الإستمتاع بها وتمر عليه الصلاة و كأنها سنوات نقول لهم
حاولوا أن :
تغيروا ما في أنفسكم تجاه الصلاة يعني اذا أذن المؤذن للصلاة اذهب وتوضأ واستعد للذهاب للمسجد ولا تتأفأف ولا تقول ايه اجت الصلاة!!! ولا تقل ان المسجد بعيد أو الجو حار جدا لأن نار جهنم أحر حاول أن تحب الصلاة من كل قلبك أنا ما أطلب منك المستحيل بل اعلم أنك اذا ذهبت للصلاة بأنك ذاهب لصلة ربك لأن الصلاة هي صلتك بربك فإن لم تصلي فقد قطعت صلتك بربك فافرح لأنك ذاهب لملاقاة ربك ومناجاته بل وافتخر..... الواحد منا اذا كان على موعد مع عبد من عباد الله تولى منصبا أو كان مشهورا بين الناس استعد للموعد أو للمقابلة من سنة واشترى أغلى وأفخم اللباس وتعطر بأغلى وأفخر العطور و أخذ يزين في نفسه وأخذ يخبر الناس أجمعين بأنه لقي هذا العبد فكيف اذا كان مع موعد مع رب العباد؟؟؟
حاولوا أن :
تتذكروا نار جهنم وعذابها وتذكروا أن أخف أهل النار عذابا هو الذي يلبس خف من شدة حرارته يغلي دماغه فتعوذ من النار واسأل الله الجنة وتذكر نعيمها وما أعد الله فيها وتذكر أنك ستلقى الحبيب محمد عليه السلام وتلقى الصحابة تخيل أنك ترى الرسول عليه السلام بل وأعظم من ذلك أنك ترى الله عز وجل الله عز وجل فكيف بعد كل هذا لا تستطيع أن تخشع في صلاتك فكيف بعد كل هذا لا تستطيع أن تخشع في صلاتك ؟؟؟
حاولوا أن :
مهما أطعت الله مهما بكيت مهما عملت لا تعظم عملك في نفسك بل استحقره أنا لا أحبطك ولا أقول لك أن تعصي الله لكن والله مهما فعلت مهما عملت لن توفي الله حقه....
فتفكر في نعم الله واعقد العزم على طاعته وتخيل وأنت تصلي أنك سوف تموت بعد بضع دقائق بالله عليك ماذا سوف تفعل؟؟؟ والله لو كانت الأمة جميعها تنظر اليك سوف تبكي ولن تستحي منهم وسوف تخشع خشوعا في الصلاة غير عادي سوف تطيل صلاتك وتطيل سجودك لعلك تقبض وأنت ساجد صحيح هذا الكلام ولا لأ؟؟؟
فكيف وأنت لا تعلم متى سوف تموت ربما الآن يكون ملك الموت بجانبك ويريد قبضك وربما غدا وربما بعد خمسين عام بالله عليك ألست تريد الموت وأنت ساجد؟ أو وأنت راكع ؟ أو وأنت بالصلاة ؟ فأكثر منهم ..لعلك تقبض عليهم فتبعث يوم القيامة وأنت تصلي تخيل هذا المنظر العظيم تبعث وأنت تصلي... واجتنب المعصيات فتخيل أيضا أنك تقبض وأنت تعصي الله مهما كانت المعصية فانك سوف تبعث عليها تخيل أن تبعث يوم القيامة وأنت تعصي الله و تستلم صحيفة أعمالك بشمالك وقد اسود وجهك تخيل هذا المنظر تخيل هذا الموقف تخيل هذا الموقف العظيم تخيل انك قد علمت انك سدخل النار ماذا ستفعل ستندم ستبكي والله لن ينفعك الندم والله لن ينفعك وتخيل أنك استلمت كتابك بيمينك وعلمت أنك ستدخل للجنة فماذا ستفعل والله سوف تتمنى لو أن البشرية كلها أمامك كي تريهم صحيفة أعمالك وكي تفخر بما أنت فيه وسوف تقول لهم اقرؤوا كتابي فتفكر قليلا بهذا النعيم وذاك الجحيم فمن أي النوعين تريد أن تكون؟؟؟ الأمر بين يديك ولكنك لن تدخل الجنة بعملك بل برحمة الله فادعوا الله لك الرحمة والمغفرة وبع الدنيا لأجل الآخرة فوالله أنت الرابح اختار بين نعيم يزول نعيم فاني نعيم ليس بشيء من نعيم الجنة بل هو والله ليس النعيم بل هو التعاسة والشقاء وبين نعيم الجنة التي فيها أنهار اللبن والعسل وفيها الحور العين كأمثال اللؤلؤ المكنون.....
أسأل الله أن يرزقنا الخشوع في الصلاة
وكما قال الشاعر :
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ..... يمسي ويصبح في دنياه سافرا
هلا تركت لذي الدنيا معانقة ..... حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ..... فينبغي لك أن لا تأمن النارا
قال بعض السلف : تذكَّر أنَّ " كلَّ نعمة دون الجنة فانية وكلَّ بلاء دون النار عافية ".
هذا وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
صلو على رسول الله
أسأل الله أن نجتمع في الفردوس الأعلى وأن نلتقى مع الحبيب المصطفى عند الحوض فنشرب شربة من يده الشريفة لا نضمأ بعدها أبدا
و إن كان قد عز في الدنيا اللقاء.....ففي مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
ادعولي بالثبات على دين الله
كتبه أخوكم ومحبكم في الله
أبو حمزة الغزاوي
*(حبيس وادي الموت)*
من بديع كلمات الإمام الخلال "إنْ قدرت أن لا تُعْرَف فافعل"